۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
رواق مرقد الإمام أمير المؤمنين (ع) يفرش بالسجاد الكاشاني اليدوي

وكالة الحوزة - من أهمّ المصادر الروائية الشيعية هو كتاب (مدينة العلم) الذي قال عنه والد الشيخ البهائي: ".. وأصولنا الخمسة: الكافي، ومدينة العلم، وكتاب من لا يحضره الفقيه، والتهذيب والاستبصار". 

اعتمد علماء الشيعة وفقهاؤهم بعد الغيبة الكبرى على عدد من الكتب الروائية المعتمدة والمشتهرة بين الشيعة لبيان العقائد والأحكام الفقهية، والتي عرفت فيما بعد بالكتب الأربعة، وهي كتاب الكافي للشيخ الكليني، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، وكتابي التهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي، إلا أنّ الملفت للنظر في هذا المجال أنّ للشيخ الصدوق (رحمه الله) كتاباً آخر عدّه العلماء من هذه الكتب المعتمدة، وهو كتاب (مدينة العلم)، قال عنه ابن شهرآشوب في كتابه (معالم العلماء): أنّ (مدينة العلم) عشرة أجزاء، و(من لا يحضره ..) أربعة أجزاء، ويقول عنه والد الشيخ البهائي: .. وأصولنا الخمسة: الكافي، ومدينة العلم، وكتاب من لا يحضره الفقيه، والتهذيب والاستبصار.

لكنّ المؤسف أنّ هذه النعمة العظمى ضاعت من لدن عصر والد الشيخ البهائي (المولود عام 918 هـ) إلى يومنا هذا، وحتى أنّ العلامة المجلسي صرف أموالاً كثيرة في طلبه، ولكنّه لم يظفر به، وكذا من المتأخرين سعى حجة الاسلام السيد محمد باقر الجيلاني الأصفهاني في سبيل الحصول على نسخة منه، وبذل كثيراً من الأموال لأجل ذلك، لكنّه لم يفز بلقائه هو الآخر.

هذا، وقد قامت مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدّسة مؤخّراً بخطوة إيجابية في هذا المجال، فجمعت نصوص كتاب (مدينة العلم) المتناثرة في بطون الكتب في كتاب واحد، سواء المنقولة عنه بلا واسطة أو بواسطة، وينقسم الكتاب بحسب منهجه إلى قسمين:

الأوّل: تضمّن دراسة وافية عن المؤلِّف تناولت: حياته، ونشأته، ورحلاته، وشيوخه، وتلاميذه، ومؤلّفاته، ووفاته، وأمّا ما يخصّ الكتاب فقد تضمّنت الدراسة وصف الكتاب، ومَن اعتمد عليه، والطريق إلى روايته، وتاريخ فقدانه، ومحاولات العلماء للعثور عليه، فضلاً عن جرد بالكتب التي نقلت عنه وتعريفها.

أمّا القسم الثاني، فقد تضمّن جميع النصوص التي تمّ العثور عليها والمصرّح بأنها من كتاب (مدينة العلم) للشيخ الصدوق (رحمه الله).

هذا وقد تمّ نشر الكتاب تحت عنوان: (ما وصل إلينا من كتاب مدينة العلم للشيخ الصدوق).

 

المصدر: كتاب الذريعة لآقا بزرك الطهراني 20 : 251 . 

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha